العربي24
«جاكوزة» أو يناير أو رأس السنة الفلاحية كلها مسميات تُطلق على رأس السنة الأمازيغية التي يحتفل بها سكان دول شمال أفريقيا سواء الأمازيغ في القرى أو المدن أو حتى الناطقون باللغة العربية في الجزائر والمغرب وليبيا وتونس، أو حتى هؤلاء الموزعون على عدة دول حول العالم خصوصاً فرنسا.
أصل الاحتفال
رأس السنة الأمازيغية ليست احتفالاً دينياً وإنما هي مرتبطة بحدث تاريخي، وقد انقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال بها إلى فريقين فيقول الفريق الأول إن اختيار 12 يناير من كل عام للاحتفال بها جاء ليرمز للاحتفال بالأرض والزراعة وهذا سبب اطلاق اسم «السنة الفلاحية» عليها.
أما الفريق الثاني فيرجعه إلى إحياء ذكرى انتصار الملك الأمازيغي «شيشنق» على الفرعون المصري رمسيس الثاني في مصر، ويرى بعض المؤرخين أن شيشنق هو فرعون مصري من أصل بربري، وقد اعتلى حكم مصر الفرعونية في عام 950 قبل الميلاد لكن تضارب الروايات بشأنه جعل بعض القصص المتداولة بشأنه أسطورية بعض الشيء.
وعشية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية للعام الأمازيغي الجديد 2971، قررت ولاية «تيزي وزو» بالجزائر، تكريم الشخصية التاريخية «الملك شيشنق» من خلال نصب تمثال له بطول 4.4 متر وسط المدينة لرجل فرعوني قوي البنية، وهو التمثال الذي استدعى حكايات تاريخية ضاربة في العمق حول أصل الملك الأمازيغي ونسبه، وأثار جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الأغلب فإن ارتباط أغلب طقوس احتفالات السنة الأمازيغية بالأرض والفلاحة يرجح رواية ارتباطها بالأرض والزراعة، ففي الجزائر مثلاً يُقام احتفال ضخم بشكل سنوي يحمل اسم «إيراد» وفيه يتنكر الأهالي بالأقنعة متجولين في الأحياء السكنية مُرددين «أهازيج» مصحوبة برقصات.
أما أمازيغ المغرب فيضعون عصياً طويلة من القصب في الحقول للحصول على محصول زراعي سخي، كما يقطف الأطفال الزهور مرتدين ملابس جديدة حالقين رؤوسهم.
أسقاس أمقاس
بترديد «أسقاس أمقاس» أي رأس سنة سعيد يحتفل الأمازيغ بعدد من الطقوس الخاصة بيناير، ويتمثل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في إعداد الوجبات التقليدية وإقامة الطقوس الاحتفالية وفق عادات وتقاليد ورثها الخلف عن السلف وتتنوع بتنوع المناطق المغربية إلا أن القاسم المشترك هو غلبة الطابع الجماعي للاحتفال.
وتشكل مناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة فرصة يجتمع فيها أفراد الأسرة الواحدة لمد جسور التواصل وصلة الرحم، ويحتفل بالناير أو يناير الذي يرمز إلى الخصوبة والازدهار، بإقامة طقوس خاصة تُباشرها القبائل الأمازيغية، حيث يتم في هذه المناسبة نحر ديك على عتبة المنزل، وذلك لإبعاد سوء الطالع، وللتفاؤل بالخير، ووفرة المحاصيل.
ويعتقد في بعض المناطق أن من يحتفل بالنَّايْرْ، سيُبعد عن نفسه عين السوء، وعواقب الزمن، كما يعد يناير مناسبة للقيام بطقوس محلية عديدة تختلف باختلاف المناطق، فمثلاً بعض الأسر في الجزائر تفضل إعداد الكسكسي الذي يمثل سيد الأطباق التراثية الاحتفالية في هذا اليوم، وإلى جواره أطباق الشرشرم والشخشوخة والرفيس.