العربي24 - حكيم الزيري
سكت فغر أعدائى السكوت وظنونى لأهلى قد نسيتُ
وكيف أنام عن سادات قوم أنا من فضل نعمتهم ربيتُ
وإن دارت بهم خيل الأعادى ونادونى أجبت متى دعيتُ
بسيف حده يزجى المنايا ورمح صدره الحتف المميتُ
ميسي بطلاً لكأس العالم ..... ليونيل يعانق الذهب.
لتنطلق الأفراح في بوينس أيريس، ولتملأ الأهازيج شوارع روزاريو.
ليكن الصوت مسموعاً وعابراً لكل الحدود : فاموس أرجنتينا بل يحيا الملك ميسي
ليستيقظ التاريخ من ثمالته، فصانعه يكتب السطر الأخير
هذا العجوز الأرجنتيني الذي انتظر لسنوات وسنوات بعد أمجاد الثمانينات.
أخيراً يركض فرحاً ليرقص الرقصة الأخيرة مع ليو...
وذاك الشاب الذي نشأ فقط على قصة وحكاية مارادونا والمونديال، لن يعود إلى الأرشيف بعد الآن.
لقب طال انتظاره ... وتتويج لأجل ميسي اعترافاً بالجميل لسنوات عدة قبل أن يكون تتويجاً للأرجنتين.
وإن لم تعط كرة القدم للبرغوث بعضاً من حسنها الآن فمتى ستعطيه ذلك إذاً.
حلم بحث عنه البولجا طويلاً، وعندما تحقق عاد ليكون طفلاً تغمره السعادة بلعبة لم يكن يجد السبيل لامتلاكها.
كعابر سبيل ضل العنوان وأخيراً يجد الطريق.
كعاشق يلتقى حبيبته بعد طول المغيب.
ميسي وقد يصلح الاسم لعنوان بارز على كتاب التاريخ، عاش قصة أسطورية مع الجلد المدور.
كتب صفحاتها بأقلام ساحر داعبها كما يداعب الرسام لريشته ليعطي أجمل اللوحات.
فرض نفسه على الجميع، وعاش أجمل اللحظات.
توج بكل الألقاب الممكنة، وعرف الطريق إلى كافة الانجازات.
حكاية رائعة لم يكن ينقصها سوى نجاح مع بني جلدته وتلك قصة أخرى.
قصة بدأت في 2005، ولم تكن ملامحها كما هي الأمنيات.
بل تواصلت الأحزان بمرور السنوات.
مغامرات مختلفة في كوبا أمريكا لم تكلل بالنجاح.
ومحطات في كأس العالم لم تعرف الفلاح.
اقترب الحلم في 2014 على أراضي الماراكانا، لكن كانت الكلمة العليا للماكينات.
ثم خسارة نهائي كوبا أمريكا 2015، مع أصوات من الشعب الأرجنتيني تنتقد ليو على استحياء.
لكنها تعالت بعد خسارة نهائي كوبا أمريكا 2016 :
ليو متخاذل ويلعب لبرشلونة فقط ... ميسي غير حاسم ويضيع ضربات الجزاء ...
اعتزال دولي، ثم عدول عن القرار.
وفي روسيا 2018 تجددت الأحلام، بيد أن النهاية كانت مبكرة على يد الديوك.
الأصوات أصبحت مسموعة ولا تحتاج لجرأة.
قالوا عنه ضعيف الشخصية، ولا يصلح للقيادة!
وصفوه مجدداً بالمتخاذل.
لم يدركو يوماً أن كرة القدم عبارة عن 11 لاعب.
ثم جاء سكالوني في 2019، وبعد الخسارة أمام البرازيل في نصف نهائي كوبا أمريكا.
هنا كان التحول الأكبر!!
جدد سكالوني الدماء، وانطلق القطار القادم من بلاد الفضة، فتوج التانجو بكوبا 2020 أو كوبا ميسي.
الأخير كان أكثر من صنع وأكثر من سجل وأكثر من راوغ.. وبالنهاية هو أفضل لاعب في البطولة.
لم يتغير شيء في ليو عن السنوات السابقة.
الأمر ببساطة هو أن سكالوني عرف جيداً كيف يصنع حوله فريق.
بكثير من الثقة والروح القتالية مع الإيمان بالنفس.
المحطة التالية هناك على أراضي الدوحة، والرقصة الأخيرة لميسي.
المسمى في البدايات مونديال قطر، لكن الآن يمكنكم وصفه بمونديال ميسي.
رغبته كانت كبيرة بل قرر أن يكمل كل الفراغات المنقوصة في طريقه نحو الذهب.
7 أهداف و3 تمريرات حاسمة في 7 مباريات، مع أداء مبهر وأرقام استثنائية.
ميسي الأكثر مشاركة في المباريات عبر تاريخ المونديال ب 26 مباراة، وأكثر من خاض الدقائق.
ميسي أكثر من ارتدى شارة القيادة في مباريات كأس العالم، وأول لاعب يسجل في جميع أدوار البطولة.
ميسي بات هو الهداف التاريخي للأرجنتين في كأس العالم ب 13 هدفاً.
ميسي أكثر من فاز بجائزة رجل المباراة ب 11 مرة وأول لاعب يفوز بالجائزة 5 مرات في نسخة واحدة.
ميسي هو أول لاعب يحصد لقب أفضل لاعب في كأس العالم مرتين.
ميسي ميسي ميسي وتطول القائمة .....
على ملعب لوسيل كان المشهد الأجمل، وفي اليوم العالمي للغة العربية رفع ميسي الذهب بالثوب العربي.
ستسعد كرة القدم لأن أحد أفضل من داعبها نال استحقاقه أخيراً.
وسيفرح ليونيل لأنه ختم تاريخ اللعبة، بل تربع على العرش بهيبة وشموخ الأساطير ...!