العربي24
في قضية حمد الله والمنتخب..
يبدو أن خلاصة الحقيقة الكامنة في كواليس موقف وليد الركراكي، أو ما أريد لنا أن نستنتجه، هو عدم رغبته في استدعاء لاعب قد لا ينسجم وسط مجموعة مشاركة في منافسة مغلقة مثل كأس العام، والانسجام هنا يقصد به الذوبان وسط الجوّ العام للنخبة الوطنية وتقبّل توظيف المدرب كيف ما كان نوعه في التشكيل الأساسي أوالاحتياطي، وهو ما يفسّر تأكيد وليد على أن طبيعة اختياراته لا تشمل دائما اللاعب الأفضل في مركزه، وبالتالي فعد استدعاء حمد الله إن ثبت، قد يجمع بين ما هو إستراتيجي وتقني كذلك بعد الملاحظات الأخيرة حول التقصير في اشتغال اللاعب على مستوى التنشيط الدفاعي أو العمل من أجل زملائه..
من جهة أخرى، تظل الطريقة التي غادر بها حمد الله معسكر الأسود في الماضي وتشنّج علاقته مع فوزي لقجع بعدها، من بين الأشياء التي تطفو على السطح مع كل معسكر للمنتخب المغربي، وتثير الشبهات حول حقيقة إبعاد اللاعب إن كانت مرتبطة برئيس الجامعة ومدير المنتخبات الوطنية أو الناخب الوطني، رغم أن الأخيرين معاً، أكدا امتلاك المدرب حريّة اختيار المجموعة..
ومن خلال تجارب سابقة، فإنه لطاما تغيرت قناعات لقجع لبعض الملفات مرورا برونار، بعد إشارات إيجابية من هذا الجانب أو ذاك.. غير أن تيبّس المواقف تارة وسيطرة محيط يقدّم "الأنا" على مصلحة المنتخب تارة أخرى، كانت أكيد لبنات بَنَت جدار الرّفض بين عبد الرزاق والأسود.
كان جديرا بالركراكي أن يكون واضحا في موقفه من الملف، بصراحته وعفويّته المعهودتين، بعيداً عن البحث عن مخارج قد تسقطه في تناقضات عديدة، ومحاولاته اليائسة لإقناع الجمهور المغربي بأنه هو الوحيد صاحب القرار في هذا الشأن..
هو يقول إن عبد الرزاق حمد الله لا يدخل في منظومة الدفاع، وأنه لاعب هداف في مستطيل العمليات، ينتظر هناك توصله بكرات ليسكنها الشباك.. وحال لسان الجماهير يقول أننا داخل المنتخب، نصل إلى مربع العمليات، في غياب لمُتمّمها..
إذا كان سلاح الركراكي هو طريقة تواصله مع اللاعبين، وسلاسته في التعامل معهم وجعلهم ينسجمون مع بعضهم البعض، كما فعل مع مزراوي وزياش، فلمَ لم يُوظّف هذه الإمكانيات في تلطيف الأجواء مع حمد الله، وجعله يذوب وسط المجموعة، فيكون بذلك على نفس مسافة التعامل والفرص الممنوحة للجميع..
كان جديرا كذلك على حمد الله أن ينشر الحقيقة التي وعد بها يوماً، لا أن يُسخّرها أداة للمساومة، وأن يخرج بوجه مكشوف للتأكيد على أن ما بدر منه في معسكر الرحيل "غلطة" تتطلب منه اعتذاراً، وأنه يضعُ خدماته رهن إشارة المدرب دون قيد أو شرط، أساسيا أو بديلا أو حتى في المدرجات.
كان حريا بحمد الله التفاعل مع التطورات الأخيرة في حملة الدفاع عن عودته إلى المنتخب الوطني بوضوح وبحماس مطمئنين، وبشكل يبرز وجود رغبة جادة وحقيقية من طرفه لينصهر داخل المجموعة، ويمحي من ذاكرة الأنصار زلّة "الهربة" من "كان 2019".. لأن في لعبة شدّ الحبل خاسر واحد هو الجمهور المغربي.