العربي24-ريم_ماءالعينين
البليدة كما يحب صديقي الصحفي ان يناديها مدينة هادئة صاخبة في آن واحد سكانها اهل كرم، يحاولون جاهدين إصلاحها و إعادة بث الحياة فيها كعهدها السابق. و في كل مناسبة انتخابية يتوجهون إلى مكاتب التصويت وهم على أمل أن يغير مرشحيهم شيئا في هذه المدينة نحو الأفضل. و ما يرجونه هو ترافع حقيقي عليها و جلب استثمارات تعيد لها القليل من الكرامة التي كانت تتوفر عليه في عهد سابق حين كانت محج سكان الإقليم و ما جاوره، حيث كان هناك مصانع تحفظ كرامة العديد من الأسر.
و اليوم بعد العرس الانتخابي تأكدت الساكنة القاسمية ان التغيير مصطلح متعدد الاستعمالات، و لا تغيير سوى إلى الهاوية. و لكنها لا تعرف انها السبب الرئيسي في ذلك. لأنها الوحيدة من تملك الحق في اختيار ممثليها، الوحيدة التي تستطيع ترشيح من ترى فيهم صون الأمانة و العمل الجاد من أجل المضي قدما بهذه المدينة التعيسة.
إِنّ رفضها الانخراط في العمل السياسي هو في حد ذاته مشاركة في تخريب المدينة.
من جهة أخرى نجد الفئة النشيطة، شباب حيوي يمتلك وعيا سياسيا و قادر على العمل و تقديم استراتيجيات فاعلة من داخل المؤسسات الحزبية، الا ان العائق يكمن في الاحزاب بالاقليم التي تعجز عن تأطير و توجيه الشباب سياسيا من أجل حمل مشعل الانتخابات القادمة و التسيير و تحمل المسؤولية، ربما لانعدام توفر البليدة على أطر سياسية يملكون القدرة على التوجيه والإرشاد السياسي الحديث، كما يزال كابوس رجال السياسة الذين يملكون زمام الاجهزة التقريرية و يتحكمون في تحديد الاختيارات و التوجيهات، يراود الشباب و يجعلهم تارة يُقبلون و أخرى يُدبرون لعلهم يدركون النهج السياسي المتداول حولهم.
و بتماطل الاحزاب في تأطير عملها السياسي و عدم مواكبة المواطن و الاستماع اليه و العمل على صياغة برامج تتماشى مع تطلعاته من خلال مختلف تنظيماتها الموازية المتمثلة في الشباب و المرأة و الطفل و ذوي الاحتياجات الخاصة و غيرها، قد لا نرى مستقبلا شبابا يقود مجالسنا الجماعية، شبابا محنكا سياسيا يعمل على تطوير البرامج المقدمة من المقرات المركزية حسب احتياجات الاقليم. و هكذا ستبقى دار لقمان على حالها إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
و ستظل الساكنة تتساءل عن مصير البليدة في كل سنة انتخابية، و هي تتناسى ان الحل بيدها و انها الوحيدة القادرة على تغيير وضع المدينة، و خاصة حين تكف عن التطبيل لذوي سلطة المال و الجاه.